حققت الفنانة التشكيلية رونزا عمارة إنجازا مهما في مسيرتها الفنية بحصولها على جائزتها الأولى خلال العام الجاري وهي شهادة تميز عن عملها الفني الأفق المفقود ضمن فعاليات مهرجان ضي للشباب العربي حيث أكدت من خلال هذه اللوحة على أهمية الحفاظ على جوهر الحياة المتمثل في أصالة وجمال الريف المصري.
تؤمن الفنانة الشابة البالغة من العمر 32 عاما بأن الفن يجب أن يكون صاحب رسالة وقيمة تترك أثرا في المجتمع فهي ترى أن الأعمال الفنية تعد انعكاسا حقيقيا للحالة الثقافية والاجتماعية المحيطة بها وتستطيع أن تخاطب مختلف الفئات والأجيال وتؤثر فيها.
تجد رونزا عمارة في الطبيعة منبعا لا ينضب للإلهام فهي لا تسعى إلى مجرد نقل المناظر الطبيعية كما هي بل تتعمق في جوهرها لتقدم رؤية فنية مبتكرة بأسلوب تجريدي فريد وتستخدم في أعمالها الألوان الزاهية والحركات الديناميكية لتعبر عن طاقة الطبيعة النابضة بالحياة وتنوعها الفطري.
تتجاوز مصادر إلهامها حدود الطبيعة لتتأثر بمختلف أشكال الفنون الأخرى فالموسيقى تلعب دورا محوريا في تجربتها الفنية حتى أن العديد من لوحاتها تحمل أسماء أعمال غنائية معروفة كما تستلهم أعمالها من فنون الرقص المعاصر وغيرها من أشكال التعبير الفني.
تعود جذور علاقة رونزا بالفن إلى مرحلة الطفولة المبكرة ففي سن التاسعة بدأت رحلتها مع الرسم متأثرة بوالدتها التي كانت تعمل معلمة للتربية الفنية في مدرستها الابتدائية وقد لعبت الأم دورا أساسيا في صقل موهبتها حيث وفرت لها الأدوات وشجعتها على خوض التجارب الفنية المختلفة فبدأت بالألوان المائية ثم انتقلت لاستكشاف أساليب وتقنيات متنوعة.
تعتبر رونزا لوحة جدها التي رسمتها وهي في الثانية عشرة من عمرها محطة فارقة في مسيرتها فمن خلال هذا العمل حاولت أن تجسد تجاعيد الشيخوخة وعلامات الحكمة على وجه رجل ستيني وكانت هذه التجربة بمثابة نقطة تحول نقلتها نحو وعي فني أكثر عمقا ونضجا.
بعد انتهاء دراستها الجامعية عاد شغفها بالفن ليزدهر من جديد ولكن هذه المرة بشكل احترافي فقد حرصت على تنمية مهاراتها من خلال حضور ورش عمل فنية على أيدي أساتذة متخصصين من كلية الفنون الجميلة كما سعت باستمرار إلى التواجد في المعارض الفنية المختلفة لتطوير رؤيتها.
شاركت رونزا عمارة في العديد من المعارض الفنية الدولية وتعرض أعمالها حاليا في عدد من صالات العرض المصرية وتطمح إلى زيادة مشاركاتها في المعارض المحلية داخل مصر بهدف الوصول بلوحاتها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور والمهتمين بالفن التشكيلي.
