
شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية مسجلة مستوى قياسيا جديدا يأتي هذا الارتفاع الملحوظ في ظل تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية مما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم.
وارتفع المعدن الأصفر بنسبة تقارب 57 بالمئة منذ بداية العام الحالي متجاوزا لأول مرة حاجز 4100 دولار يوم الاثنين الماضي ويستمد هذا الصعود زخمه من مجموعة عوامل متضافرة تشمل المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية إلى جانب زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب وتدفقات الاستثمار القوية نحو الصناديق المتداولة.
على الصعيد المحلي انعكس هذا الارتفاع العالمي مباشرة على السوق المصرية حيث قفز سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر تداولا من مستوى 5395 جنيها ليصل إلى 5555 جنيها وذلك منذ انطلاق تعاملات الأسبوع الجاري.
وسادت حالة من الهدوء النسبي على أسعار الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في محلات الصاغة بالتزامن مع إجازة البورصة العالمية وسجل سعر الأوقية عالميا 4141 دولارا بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 الأعلى فئة 6349 جنيها ووصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5555 جنيها دون احتساب المصنعية التي تتراوح قيمتها بين 3 و8 بالمئة من سعر الجرام كما سجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4761 جنيها للشراء وبلغ سعر الجنيه الذهب 44440 جنيها.
وفي هذا السياق شدد شريف سامي رئيس هيئة الرقابة المالية السابق على المكانة الفريدة للذهب كمخزن حقيقي للقيمة وملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون خصوصا في أوقات الأزمات والتقلبات التي تشهدها الأسواق المالية وأشار إلى أن تقييم الذهب عالميا يتم بالدولار وبالتالي فإن سعره في السوق المصرية يتأثر بشكل مباشر بالسعر العالمي إلى جانب سعر صرف الجنيه مقابله.
وأضاف سامي أن الاستثمار في أدوات مثل صناديق الذهب يمثل وسيلة فعالة للتحوط ضد أي انخفاض محتمل في قيمة العملة المحلية حيث يمتلك المستثمر أصولا في سلعة تحظى بقبول ومكانة عالمية ونوه إلى أنه رغم صعوبة التنبؤ بدقة بقمة أو قاع أسعار الذهب إلا أن الشراء عند توفر فائض مالي يعد قرارا حكيما إذ يظل الذهب استثمارا آمنا على المدى الطويل ونادرا ما يتسبب في خسائر.