
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود مرحلتين عمريتين حاسمتين تتسارع فيهما وتيرة الشيخوخة لدى الإنسان بشكل ملحوظ حيث تبدأ الموجة الأولى عند بلوغ سن الرابعة والأربعين بينما تظهر الثانية مع اقتراب الإنسان من عمر الستين عاما وهو ما يقدم تفسيرا محتملا لزيادة معدلات الإصابة بأمراض معينة.
وفقا للباحثين ترتبط المرحلة الأولى من هذه التغيرات المتسارعة بجزيئات تؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية وعمليات استقلاب الدهون والكافيين والكحول في الجسم أما الموجة الثانية التي تظهر في الستينيات فتكون مرتبطة بضعف تنظيم جهاز المناعة وتراجع أداء الجزيئات المسؤولة عن استقلاب الكربوهيدرات ووظائف الكلى كما يلاحظ في كلا المرحلتين تسارع في شيخوخة الجلد والعضلات.
ورغم هذه النتائج البيولوجية أكد الباحثون أن نمط الحياة يظل هو العامل الأكثر تأثيرا في إبطاء مسار الشيخوخة أو تسريعه فالتغيرات المرصودة في استقلاب مواد مثل الكافيين قد تعكس عادات استهلاكية أكثر من كونها مجرد عامل بيولوجي ثابت وهذا يعني أن اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على سرعة التقدم في العمر.
في هذا السياق سلطت تصريحات المخرجة إيناس الدغيدي الضوء مجددا على الحلول الطبية المتقدمة لمكافحة الشيخوخة بعد حديثها عن خضوعها للعلاج بالخلايا الجذعية وكشفت أنها تلقت حقنة متخصصة على يد طبيب أوكراني قبل عدة سنوات وذلك بعد إصابتها بفيروس كورونا موضحة أن العلاج لم يكن لغرض تجميلي بحت بل ساعدها أيضا في التعافي من آلام الركبة التي عانت منها بعد المرض.
وأوضحت الدغيدي أن العلاج شمل حقن أجزاء من الخلايا الجذعية في وجهها وعضلاتها وركبتها مشيرة إلى أن التكلفة الإجمالية لهذه الحقنة قد تصل إلى أربعين ألف دولار أي ما يعادل قرابة مليوني جنيه مصري لكنها حصلت عليها بسعر مخفض بسبب علاقة صداقة تربطها بمالكة المستشفى الذي أجري فيه العلاج ونفت ما تردد عن تلقيها الحقنة بشكل دوري للحفاظ على نضارة بشرتها مؤكدة أنها خضعت للعلاج لمرة واحدة فقط لأسباب علاجية.
ويعرف العلاج بالخلايا الجذعية بأنه أحد أبرز تقنيات الطب التجديدي حيث تعتمد فكرته على استخدام خلايا أساسية لديها القدرة على التحول لأنواع مختلفة من الخلايا داخل الجسم مثل خلايا الجلد أو العضلات ما يمنحها قدرة فريدة على تجديد وإصلاح الأنسجة التالفة ويهدف هذا الأسلوب العلاجي إلى تعزيز قدرة الجسم الطبيعية على الشفاء الذاتي.
وتعمل الخلايا الجذعية من خلال إفراز عوامل نمو تساعد في إصلاح الأنسجة المتضررة وتعزيز إنتاج الكولاجين الذي يمنح البشرة مرونتها وشبابها بالإضافة إلى تقليل الالتهابات المزمنة وتحسين المناعة ومقاومة الإجهاد التأكسدي داخل الخلايا.
وتتراوح تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية عالميا بين عشرين ألف وستين ألف دولار ويعتمد السعر على نوع العلاج ومصدر الخلايا المستخدمة وطريقة تطبيقها وتجرى هذه العلاجات غالبا في مراكز طبية متخصصة في دول مثل أوكرانيا وسويسرا وألمانيا وكوريا الجنوبية وتعد باهظة الثمن بسبب تقنياتها المعقدة وحاجتها لمختبرات عالية التجهيز.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة تحذر منظمات طبية دولية ومنها منظمة الصحة العالمية والهيئة الأوروبية للأدوية من اللجوء لهذه العلاجات دون إشراف طبي دقيق وخاصة في المراكز غير المعتمدة وتؤكد أن بعض العلاجات التجارية التي تسوق تحت هذا المسمى قد لا تستند إلى أسس علمية واضحة وقد تتسبب في مضاعفات خطيرة مثل العدوى أو رفض الجسم للخلايا الجديدة.