العلاقات المصرية القطرية.. مسار متصاعد من التعاون والتنسيق الإقليمي

0 تعليق ارسل طباعة

تشهد العلاقات المصرية القطرية في الآونة الأخيرة تحولات إيجابية تعكس رغبة مشتركة في تعزيز مسارات التعاون السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بين البلدين، وذلك في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة، تفرض على العواصم العربية تنسيقًا أكبر لمواجهة التحديات المشتركة.

فمنذ إعادة بناء جسور التواصل بين القاهرة والدوحة، تسير العلاقات بخطى ثابتة نحو مزيد من التنسيق والتكامل، مدفوعة برؤية سياسية تدرك أهمية تفعيل آليات التعاون الثنائي، بما يخدم استقرار المنطقة العربية، ويكرّس لدور مصري محوري في حفظ السلم الإقليمي ودعم قضايا الأمة.

وعلى أرض الواقع، ترجمت تلك الرؤية في سلسلة من اللقاءات والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، التي عززت من زخم العلاقات الثنائية. فخلال العامين الماضيين، شهدت العلاقات طفرة في وتيرة التواصل، بدءًا من زيارات القادة والوزراء، وصولًا إلى اجتماعات اللجان العليا المشتركة، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية.

محطات رئيسية في مسيرة التقارب

منتدى الدوحة 2024: في ديسمبر الماضي، شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال منتدى الدوحة، حيث التقى برئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في لقاء عكس متانة العلاقة الثنائية، وأكد التفاهم المتبادل بشأن القضايا الإقليمية.

دعم القضية الفلسطينية: لعب البلدان دورًا محوريًا في الوساطات لوقف إطلاق النار في غزة، عبر مبادرات مشتركة مع الولايات المتحدة، كان آخرها البيان الثلاثي الصادر في يونيو 2024، والذي دعا إلى هدنة إنسانية شاملة وإطلاق سراح الرهائن.

تنسيق صحي وإنساني: ناقش وزير الصحة المصري، د.خالد عبد الغفار، مع نظيرته القطرية، د.حنان الكواري، في فبراير 2024، سبل تعزيز الدعم الطبي لأهالي غزة، في خطوة تؤكد البُعد الإنساني في العلاقات بين البلدين.

اللجنة العليا المشتركة: في مارس 2024، عُقدت الدورة الخامسة للجنة العليا بين مصر وقطر، برئاسة وزيري خارجية البلدين، وشهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ما عكس إرادة حقيقية لتعزيز التعاون المؤسسي في مختلف المجالات.

تضامن دبلوماسي وإعلامي: امتدت مجالات التعاون لتشمل مجالات الإعلام، مكافحة الفساد، التعليم، والتنمية المستدامة، إضافة إلى زيارات متبادلة على مستوى السفراء والمبعوثين الدوليين، ومشاركات مصرية واسعة في المنتديات التي تحتضنها الدوحة.

أفق جديد للعلاقات

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه النظام الإقليمي تحولات عميقة نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاسات جائحة كورونا، مما عزز أهمية تبني مقاربات أكثر هدوءًا في السياسات الخارجية للدول العربية، والابتعاد عن الاستقطاب والصراعات المفتوحة.

ويتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات أوسع لتعزيز التعاون المصري القطري، ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، بل أيضًا في الإطار العربي الأوسع، بما يدعم الأمن القومي العربي ويعزز من قدرة الدول العربية على صياغة استراتيجيات موحدة لمواجهة التحديات.

كما أن القاهرة تواصل دورها التقليدي في رأب الصدع العربي وتعزيز وحدة الصف، بالتوازي مع جهودها في التنمية الاقتصادية والانفتاح على الاستثمارات الخليجية، وهي ملفات تحظى باهتمام مشترك من الجانبين المصري والقطري.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق