في تصعيد جديد للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أصدرت بكين توجيهًا لشركات الطيران الصينية بوقف استلام شحنات طائرات بوينج الأمريكية، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية. 

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث تزايدت التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يثير القلق بشأن تداعياتها على صناعة الطيران العالمية.

تعليق الصين على شحنات بوينج: 

أفادت بلومبرج أن الصين طلبت من شركات الطيران التابعة لها تعليق استلام أي شحنات إضافية من طائرات بوينج الأمريكية، بما في ذلك المعدات وقطع الغيار المتعلقة بالطائرات. 

هذا القرار يأتي في إطار الرد على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي وصلت إلى 145% على بعض السلع الصينية. 

وقد أدى هذا القرار إلى انخفاض سهم بوينج بنسبة 4.5% في الأسواق المالية.

ترامب يهدد بالتصعيد:

في رد فعل على الإجراءات الصينية، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على الصين، مؤكدًا أن "لا أحد سيفلت من العقاب" بسبب ممارسات تجارية غير عادلة. 

كما أشار ترامب إلى أن الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الطائرات، ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 20%

ونفى ترامب وجود أي استثناءات للأجهزة الإلكترونية من الرسوم الجمركية المفروضة، مؤكداً أنها ما تزال تخضع لتعريفة تبلغ 20%.

ففي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، شدد ترامب على أن بلاده لن تتهاون مع أي دولة، وعلى رأسها الصين، بسبب سياساتها التجارية المجحفة، موضحاً أن الأجهزة الإلكترونية التي يُعتقد أنها استُثنيت من التعريفة الجمركية لا تزال خاضعة لرسوم قائمة، ولكنها صُنفت تحت فئة جمركية مختلفة.

تداعيات اقتصادية على بوينج: 

تعتبر الصين سوقًا رئيسيًا لشركة بوينج، حيث تمثل مبيعات الطائرات جزءًا كبيرًا من إيراداتها. إيقاف استلام الشحنات من قبل الصين قد يؤثر بشكل كبير على أرباح الشركة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع شركة إيرباص الأوروبية. 

تسعى كل من بوينج وإيرباص إلى إنهاء الحرب التجارية الحالية، حيث أعربت إيرباص عن قلقها من تأثير التوترات التجارية على مبيعاتها في الصين.

موقف الصين الرسمي: 

من جانبها، أكدت الصين على أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، محذرة من أن الحرب التجارية لن تحقق النصر لأي من الجانبين. 

وأعربت عن استعدادها للحوار والتواصل مع واشنطن، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الاقتصادية.

تستمر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في التصاعد، مع تبادل الإجراءات الاقتصادية التي تؤثر على الشركات والصناعات في كلا البلدين. 

يبقى السؤال: هل ستتمكن الدولتان من إيجاد حل دبلوماسي ينهي هذا التصعيد، أم أن التوترات ستستمر في التأثير على الاقتصاد العالمي