أكثر من 960 مليون وردة سنويًا.. الطائف تحتفي بعطرها الأصيل في موسم الورد الطائفي

0 تعليق ارسل طباعة

الاربعاء 16 ابريل 2025 | 06:52 مساءً

الطائف تحتفي بعطرها الأصيل في موسم الورد الطائفي

الطائف تحتفي بعطرها الأصيل في موسم الورد الطائفي

واس

يتربع الورد الطائفي على عرش النباتات العطرية في المملكة العربية السعودية، ليس فقط بجماله الأخّاذ ورائحته الفواحة، بل أيضًا بصفته رمزًا للهوية الزراعية والثقافية لمحافظة الطائف، التي باتت تُعرف عالميًا بهذا المنتج العطري الفريد. ويعد موسم قطف الورد الطائفي، الذي يمتد نحو 45 يومًا ابتداءً من مارس، موسمًا للاحتفال والعطاء، يجتذب الزوار والمستثمرين وصانعي العطور من داخل المملكة وخارجها.

دعم حكومي يعزز الاستدامة الزراعية

تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمامًا متزايدًا بدعم زراعة الورد الطائفي وصناعته التحويلية، عبر برامج تنموية تسعى إلى تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق عائد اقتصادي متنوع، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030. وتأتي هذه الجهود من خلال دعم برنامج 'ريف السعودية' وصندوق التنمية الزراعية، حيث يتم تمويل أكثر من 400 مزرعة ورد طائفي، ما يوفر فرصًا وظيفية وتسويقية لسكان المناطق الريفية ويدفع نحو تمكين المجتمعات الزراعية المحلية.

مشاريع متقدمة تدعم الإنتاج والابتكار

أوضحت الوزارة أن برنامج 'ريف السعودية' قدم دعمًا مباشرًا لمشاريع الورود التحويلية، منها مصانع استخلاص الزيوت العطرية، ومدارس حقلية تعتمد الذكاء الاصطناعي، ومعامل زراعة الأنسجة التي تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج ورفع الكفاءة الزراعية. وتسعى الوزارة إلى تحقيق هدف إنتاج ملياري وردة سنويًا بحلول 2026، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي على حد سواء.

الطائف.. عاصمة الورد وموطنه الأصيل

تُعد محافظة الطائف في منطقة مكة المكرمة الموطن الأول والأهم لزراعة الورد الطائفي، حيث تضم أكثر من 910 مزرعة تنتشر في مواقع مرتفعة مثل جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، ووادي الأعمق، وبلاد طويرق، والمخاضة. وتغطي المساحات المزروعة ما يزيد عن 193 هكتارًا، بإنتاج سنوي يتجاوز 960 مليون وردة، ما يعادل أكثر من 2,437 طنًا من الأزهار النادرة.

منتج يحمل هوية اقتصادية وثقافية

لم تعد منتجات الورد الطائفي تقتصر على ماء الورد والزيوت، بل تطورت لتشمل مستحضرات التجميل والعناية بالجسم، وهي منتجات تلقى رواجًا واسعًا في الأسواق المحلية والدولية، وتُعد واجهة ثقافية وتراثية تعكس هوية الطائف العطرية. وتؤكد الوزارة أن هذه المنتجات تسهم بشكل مباشر في تنمية الاقتصاد الوطني، عبر فتح آفاق جديدة للاستثمار في القطاع الزراعي والسياحي.

رؤية مستقبلية لمورد اقتصادي متجدد

يمثل الورد الطائفي أكثر من مجرد نبتة عطرية؛ إنه قصة نجاح سعودية تتجدد كل عام، تعكس الاهتمام بالبيئة، والهوية الثقافية، والتنمية المستدامة. وبينما تتجه المملكة نحو تنويع اقتصادها، يثبت الورد الطائفي أنه مورد اقتصادي واعد، قادر على الجمع بين الأصالة والتقنية، وبين الموروث والاستثمار، ليظل عطر الطائف متألقًا في سماء التنمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق