تشهد الساحة الدولية حراكاً دبلوماسياً متسارعاً تقوده واشنطن ممثلة في الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.
تصريحات متتالية من وزير الخارجية الأمريكي والممثلين التجاريين، تشير إلى نوايا جادة بوقف النزيف المستمر في شرق أوروبا، بينما توجه واشنطن في الوقت نفسه أنظارها نحو بكين بخطط جديدة تتعلق بالرسوم على السفن الصينية، ما يُظهر ملامح استراتيجية أمريكية مزدوجة تجمع بين إنهاء الصراع العسكري واحتواء النفوذ التجاري الصيني.

ترامب يضغط لإنهاء الحرب.. وروبيو: الوقت قد حان

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الرئيس دونالد ترامب "كان واضحاً بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب"، مضيفاً أن واشنطن تبذل كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى حل سياسي للصراع الدائر منذ عام 2022.

وأشار الوزير روبيو إلى أن الحرب مأساة إنسانية وعسكرية، وعلى روسيا أن "تقرر بوضوح" ما إذا كانت تسعى إلى سلام فعلي أو استمرار الحرب. 
وأضاف روبيو: "ما تعمل عليه واشنطن الآن هو محاولة لإنهاء الحرب خلال أيام، ولا يمكننا الاستمرار في المحادثات من أجل السلام دون تحقيق تقدم ملموس".

دعم أوروبي واستعداد لمفاوضات جادة

أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن باريس وبرلين عازمتان على إنهاء الحرب، وأن هناك تنسيقاً كاملاً مع قادة الدول الأوروبية وأوكرانيا. 
كما صرح ماركو روبيو بأنه بحث مع مسؤولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأوكرانيا سبل وقف القتل والتوصل إلى سلام "عادل ومستدام".
وأضاف الوزير الأمريكي أن أي اتفاق محتمل سيتضمن ضمانات لقدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، ما يشير إلى أن الجانب الأمريكي لا يعتزم تقديم تنازلات على حساب السيادة الأوكرانية.

تحركات اقتصادية ضد الصين

وفي تطور اقتصادي مرتبط بالتصعيد الجيوسياسي، كشفت وكالة "بلومبرج" أن إدارة ترامب بدأت اتخاذ خطوات جديدة لفرض رسوم على السفن الصينية التي ترسو في الموانئ الأمريكية.  
ووفقاً للخطة التي طرحها الممثل التجاري الأمريكي، سيتم تحديد الرسوم بناءً على حجم البضائع المنقولة، في محاولة لتقليص التأثير الصيني المتنامي على سلاسل الإمداد العالمية.
هذه الخطوة تعكس نهج إدارة ترامب في التعامل مع بكين كخصم اقتصادي وجيوسياسي، وتسعى من خلالها إلى كبح الهيمنة الصينية في قطاعات الشحن البحري واللوجستيات.

هل حان وقت السلام؟

في ضوء التحركات السياسية والدبلوماسية الجادة من واشنطن وعواصم أوروبية كبرى، تبدو مؤشرات انتهاء الحرب في أوكرانيا أقرب من أي وقت مضى. 
ومع انتظار الأيام القليلة القادمة لما قد تحمله من مستجدات، تبقى الأنظار مشدودة إلى مخرجات هذه الجهود الحثيثة، ومدى استعداد روسيا للانخراط في تسوية تُنهي أكبر حرب في أوروبا منذ عقود.