كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن مسؤول أمريكي مطّلع، أن الولايات المتحدة تعتزم سحب نحو 600 جندي من الأراضي السورية، مع الإبقاء على أقل من ألف عنصر لمواصلة التنسيق مع القوات الكردية في إطار مكافحة تنظيم "داعش".
وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المعلومات التي لم يُعلن عنها رسمياً بعد، إلى أن الانسحاب سيشمل إغلاق ثلاث قواعد عسكرية أمريكية في سوريا.
وبحسب الوكالة، فإن هذه الخطوة ستعيد حجم القوات الأمريكية إلى مستوياتها المعتادة، بعد سنوات من الانتشار المكثف ضمن الحملة الدولية ضد "داعش"، والتي قادتها الولايات المتحدة بالشراكة مع قوات محلية على الأرض.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد سعى خلال ولايته الأولى لسحب كامل القوات من سوريا، إلا أن مساعيه اصطدمت برفض من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، التي اعتبرت ذلك بمثابة تخلٍ عن الحلفاء المحليين، وهو ما أدى حينها إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس.
يُذكر أن عدد القوات الأمريكية في سوريا ارتفع إلى أكثر من ألفي جندي عقب هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة "حماس" في إسرائيل، والتي تبعتها سلسلة هجمات من قبل جماعات مسلحة مدعومة من إيران استهدفت مواقع أمريكية في المنطقة، مما دفع واشنطن لتعزيز وجودها العسكري كإجراء احترازي.
ومن المقرر أن تستمر الولايات المتحدة في الحفاظ على وجود محدود في سوريا، لمنع عودة تنظيم "داعش" ووقف تدفق الأسلحة من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران عبر الجنوب السوري.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أفاد بأن التحالف الدولي شرع في سحب دفعات من معداته العسكرية واللوجستية من قاعدتيه الرئيسيتين في حقلي العمر وكونيكو بريف دير الزور شرقي سوريا، متجهاً نحو قاعدته العسكرية في منطقة الشدادي بمحافظة الحسكة.
وبحسب المرصد، فإن القوات الأساسية لا تزال متمركزة في القاعدتين، في انتظار تعليمات رسمية بالانسحاب الكامل، بينما تم إغلاق بعض النقاط مؤقتاً داخل الحقول المذكورة، في إطار تفريغ المواقع الصغيرة التي تفتقر للحماية الجوية، مقابل تعزيز النقاط الكبرى.
وأشار المرصد إلى أن الطائرات التي حلقت بين موقعي العمر وكونيكو كانت مكلفة بنقل تجهيزات لا يمكن شحنها عبر الطرق البرية، في خطوة تعكس إعادة هيكلة داخلية لقوات التحالف وتوزيعها بشكل جديد داخل قواعده العسكرية في شمال شرق سوريا.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق