في تصعيد جديد للأزمة الإقليمية المتشابكة، دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية، معتبرة إياها "جريمة حرب مكتملة الأركان" وانتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية. 
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه قطاع غزة أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية الحرب الإسرائيلية، ما دفع حماس إلى الربط بين العدوان على اليمن والمجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.

إدانة شديدة للعدوان الأمريكي على اليمن

قالت حماس في بيان رسمي إن الغارة الجوية الأمريكية التي طالت منشأة نفطية في ميناء رأس عيسى اليمني تمثل امتدادًا لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واصفة ذلك بأنه تحالف عدواني بين واشنطن وتل أبيب.

وأوضحت حركة حماس أن ما يجري في اليمن هو محاولة لكسر إرادة شعب يدفع ثمن دعمه للمقاومة الفلسطينية وموقفه الثابت من القضية.

دعوات لمحاسبة دولية... ورفض للصمت العالمي

نددت حماس بالصمت الدولي تجاه ما يجري في اليمن، مؤكدة أن تجاهل المجازر بحق المدنيين يشجع المعتدين على التمادي. 
كما دانت حماس تعليق برنامج الأغذية العالمي شحناته الغذائية للمناطق المتأثرة بالغارات، واعتبرت ذلك تواطؤاً غير مباشر يزيد من معاناة الشعب اليمني المحاصر.
من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي الغارات الأمريكية بأنها "جريمة حرب واضحة"، واتهمت واشنطن بمساندة مباشرة للجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية.

تدهور الأوضاع في غزة... وتحذيرات من كارثة إنسانية

في سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية الحرب، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات سوء التغذية بين الأطفال، حيث يتلقى نحو 3600 طفل العلاج حالياً، مقارنة بـ2000 طفل في الشهر السابق.

كما أعلن الدفاع المدني في غزة أن نقص الوقود يهدد بإخراج سيارات الإنقاذ عن الخدمة خلال أيام، مما يعني توقف الاستجابة للنداءات الإنسانية.

أطباء إسرائيليون تحت الضغط بسبب معارضتهم للحرب

وفي تطور داخلي داخل إسرائيل، نقلت صحيفة "هآرتس" عن أطباء في الاحتياط قولهم إنهم تعرضوا لضغوط من قادتهم لسحب توقيعاتهم من عرائض تطالب بوقف الحرب على غزة. 
وأكد بعضهم أنهم لا يخشون الفصل، رغم التهديدات المتزايدة من المؤسسة العسكرية.

انتهاكات المستوطنين في الضفة مستمرة

تواصلت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، حيث أقدم مستوطنون على اقتلاع مئات أشجار الزيتون وتجريف أراضٍ في شمال رام الله، كما اعتدوا على مزارعين فلسطينيين في بلدة بديا غرب سلفيت.
في ظل تصاعد العدوان على أكثر من جبهة، ومع تفاقم الأزمات الإنسانية في غزة واليمن، يتزايد القلق من غياب موقف دولي حاسم يوقف "تحالف الإبادة"، كما تصفه الفصائل الفلسطينية. 
فيما يبقى المدنيون، من قطاه غزة إلى الحديدة، هم الضحايا الحقيقيون لهذا الصراع المستمر.