هاي كورة (أبراهام مارتينيز ـ as)

في 16 مايو 2021، حقق سيلتا فيغو فوزًا مفاجئًا على برشلونة بنتيجة 2-1 في كامب نو، وهو انتصار لم يكن تاريخيًا بسبب نتيجته فقط، بل لأنه كان آخر ظهور لليونيل ميسي بقميص النادي الكتالوني.

رغم مرور أقل من أربع سنوات، تبدو تلك الليلة وكأنها من زمن بعيد، لحظة غامضة ودّع فيها أسطورة، دون أن يدرك أحد في حينها أن الستار قد أُسدل.

دخل سيلتا المباراة تحت قيادة المدرب إدواردو كوديت وهو في قمة مستواه، محققًا أربعة انتصارات متتالية، وتمكن من انتزاع الخامس رغم أن اللقاء أقيم دون جمهور بسبب قيود جائحة كورونا.

برشلونة، الذي كان لا يزال يملك حظوظًا في سباق اللقب، تقدّم بهدف مبكر لميسي، لكن سانتي مينا رد بثنائية قاتلة، قلبت النتيجة ووضعت نهاية غير متوقعة لأمل الفريق الكتالوني في التتويج.

مفارقات تلك الليلة لا تنتهي عند حدود النتيجة أو وداع ميسي، بل تطال مينا نفسه، الذي أصبح بعيدًا عن الملاعب منذ صيف 2023، بعد أن صدر بحقه حكم بالسجن لأربع سنوات بتهمة الاعتداء الجنسي، ما دفع سيلتا إلى فسخ عقده.

لا يزال اللاعب ينتظر نتيجة الاستئناف أمام المحكمة العليا، في المقابل، لم يظهر ميسي في الجولة الأخيرة من الدوري أمام إيبار، فيما فُسّرت غيبته كإجازة مبكرة.

لكن بعد أسابيع قليلة، كانت المفاجأة أن النجم الأرجنتيني أنهى علاقته بالنادي، وانتقل إلى باريس سان جيرمان، رغم رغبته لاحقًا كما كشف بنفسه في العودة إلى برشلونة بعد فوزه بكأس العالم، لكن الأبواب لم تُفتح مجددًا.

ومن مفارقات تلك المواجهة أيضًا، مشاركة إيلايش موريبا أساسيًا مع برشلونة، وهو اليوم أحد الأسماء المرشحة للمشاركة مع سيلتا في مواجهة مرتقبة.

كذلك، شهدت المباراة الظهور الأول لهوغو سوتيلو، الذي كان في الـ17 من عمره، ولا يزال ضمن كتيبة الفريق الحالية.

يُذكر أن أربعة لاعبين من تشكيلة سيلتا في تلك الليلة لا يزالون في الفريق، إيفان فيار، فران بيلتران، إياغو أسباس، وكارلوس دومينغيز.

منذ ذلك الفوز، زار سيلتا ملعب برشلونة ثلاث مرات، لكنها كانت جميعًا بلا انتصارات، لتبقى ليلة وداع ميسي استثناءً لا يُنسى.