في وقت تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما لمتابعة المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، تشهد الجبهات في أوكرانيا تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل القوات الروسية، وسط تصريحات من الكرملين تؤكد تمسك موسكو بالخيار الدبلوماسي في ملفات السياسة الدولية، بالتوازي مع تكثيف العمليات العسكرية على الأرض.

الكرملين يدعم الدبلوماسية: "الحوار هو الحل"

رحّب  الكرملين  بانطلاق المفاوضات بين طهران وواشنطن، مؤكداً على أهمية معالجة القضايا الدولية من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس عبر التهديدات أو الضغوط. 

وقال المتحدث باسم الكرملين إن موسكو تأمل أن تقود هذه الجولة من المحادثات إلى اتفاق يساهم في استقرار المنطقة ورفع التوتر النووي، مجدداً دعمه لجهود سلطنة عمان في الوساطة.

مساعد بوتين: ترامب يدرك أبعاد النزاع في أوكرانيا

وفي سياق آخر، صرّح أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفهم جذور النزاع في أوكرانيا، لكن الخلفية المعادية لروسيا في المؤسسات الأميركية تعيق طرح مبادرات جدية لحل الأزمة.

وأضاف أن موسكو منفتحة على أي مقترح واقعي يراعي مصالحها ويضمن أمنها القومي.

التصعيد العسكري مستمر: عمليات نوعية في دونيتسك وكورسك

في الميدان، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة شيفتشينكو الاستراتيجية في مقاطعة دونيتسك، إلى جانب تحرير بلدة أوليشنيا في مقاطعة كورسك الروسية.

وأكدت الوزارة أن العمليات الأخيرة جاءت في إطار خطة عسكرية تهدف إلى تقويض قدرات الجيش الأوكراني على شن هجمات مضادة.

ضربات مكثفة وخسائر فادحة للجيش الأوكراني

قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية شنت 10 هجمات على منشآت طاقة روسية خلال الساعات الماضية، لكن أنظمة الدفاع الروسية تصدت لها بنجاح. 

وأضافت أن الدفاعات الجوية أسقطت 151 طائرة مسيرة أوكرانية، كما قضت على أكثر من 1200 جندي أوكراني، خلال عمليات متفرقة خلال اليوم الأخير.

كما استهدفت القوات الروسية مستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية أوكرانية، ما أدى إلى تدمير عدد كبير من الآليات والأسلحة، بحسب بيان الدفاع الروسية.

أوكرانيا تتعرض لهجوم جوي واسع النطاق

من جهتها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن موسكوشنت هجوماً ليلياً استخدمت فيه 8 صواريخ و87 طائرة مسيرة، استهدفت منشآت حيوية داخل الأراضي الأوكرانية، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة وانقطاعات في التيار الكهربائي ببعض المناطق.

في الوقت الذي تتحدث فيه موسكو بلغة الدبلوماسية في روما، تمضي على الأرض في تصعيد واسع النطاق ضد أوكرانيا، ما يعكس ازدواجية في التعامل بين الملفات الدولية. 

وبينما ترحب روسيا بالحوار بين واشنطن وطهران، يبدو أن الحل السلمي في أوكرانيا لا يزال بعيد المنال، مع استمرار المعارك وغياب الجدية الدولية لإنهاء النزاع.