قصة الجالية الصينية في دبي.. منذ «البرقية الأولى»

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصة الجالية الصينية في دبي.. منذ «البرقية الأولى», اليوم الأحد 20 أبريل 2025 02:10 صباحاً

احتفاءً باليوم العالمي للغة الصينية، نظّمت مكتبة محمد بن راشد جلسة حوارية ثقافية، سلّطت الضوء على تاريخ الجالية الصينية في دبي، من خلال مناقشة كتاب «التاريخ الصيني في دبي» بحضور مؤلفيه ماو يي مينغ والدكتور لي هوافاي، وسط تفاعل واسع ومشاركة كبيرة من الحضور الذين انخرطوا في نقاشات ثرية وأسئلة عميقة حول مضمون الكتاب وتجربة المؤلفين.

افتتحت الجلسة بسؤالٍ لطالما تردّد قبل عام 2020: «يوجد نحو 300 ألف صيني في دبي، ولكن كيف نشأت هذه الجالية الكبيرة من لا شيء؟»، وهو ما يحاول الكتاب الإجابة عنه من خلال توثيق نادر وشامل لمسيرة الجالية الصينية في الإمارة، والتي لم تُوَثق من قبل بشكل منظّم رغم أهميتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

واستعرض المؤلفان أبرز محاور الكتاب، بدءاً من الأدلة التاريخية الأولى على التبادل بين الصين ودبي، والمتمثلة في قطع من الخزف الصيني الأخضر منذ عهد أسرة سونغ (القرن التاسع حتى الـ12 الميلادي)، والتي عُثر عليها في موقع جميرا الأثري، وتُعرض اليوم في متحف دبي. وشكلت هذه القطع نقطة انطلاق لسرد تاريخي يمتد لقرون من التبادل التجاري والثقافي بين الصين والمنطقة.

واستعرض النقاش محطات مهمة في التاريخ الحديث، إذ تحدث المؤلفان عن أولى البرقيات الصينية المُرسلة من دبي إلى الصين في خمسينات وستينات القرن الماضي، وعن افتتاح أول مطعم صيني في الإمارات، وظهور أوائل المعالجين الصينيين التقليديين، إضافة إلى نشأة ما يُعرف بـ«الفلل الصينية» وملامح الحياة المجتمعية الصينية الأولى.

ويبرز الكتاب أيضاً التحولات الكبرى في تسعينات القرن الماضي، مثل قصة سوق «موشو» الشهيرة، إضافة إلى وصول التجار من مدينة ونتشو الذين غيّروا خريطة التجارة الصينية في دبي، وانطلاق المعارض المتنقلة التي مهّدت لتأسيس مجمع «التنين» (دراغون مارت).

كما تناول المؤلفان كذلك «العصر الذهبي» للأعمال الصينية في دبي خلال الفترة ما بين 2000 و2009، إذ أُنشئت أولى مراكز الحياة المجتمعية الصينية، وتطورت العلاقات الاقتصادية بشكل غير مسبوق، قبل أن يشهدا التغيرات التي جلبها الإنترنت، والتحولات الثقافية والاجتماعية.

وفي الفصل الأخير، يغطي الكتاب مرحلة 2010 إلى 2019، إذ شهدت الجالية الصينية تزايداً كبيراً في أعداد السياح، وانتشاراً أوسع في المناطق السكنية، مثل المدينة العالمية، إلى جانب توثيق موجز لتاريخ الطب الصيني، والطعام الصيني، وشراء العقارات في دبي.

وتخلّل الجلسة عزف موسيقي حي للألحان الصينية التقليدية، أضفى أجواء مميزة على الأمسية، إضافة إلى فعالية كتابة أسماء الحضور باللغة الصينية على فواصل الكتب، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً، وأضفت طابعاً جميلاً على المناسبة.

وتميّزت الجلسة بتفاعل من الحضور الذين أبدوا إعجابهم بمحتوى الكتاب، وأهمية توثيق هذا التاريخ غير المعروف بالنسبة للكثيرين.

وأكّد الكاتبان أن «تاريخ الصينيين في دبي قد يبدو بسيطاً أمام خريطة العالم، لكنه يحمل أهمية كبيرة لمن عاشه، ولو لم يُسجل، لكان وكأنه لم يحدث أصلاً»، ووجها الشكر لجميع القدامى من الصينيين في دبي، الذين أسهموا بشهاداتهم في توثيق هذا العمل.


حفظ ذاكرة الشعوب

عكست الجلسة التي استضافتها مكتبة محمد بن راشد احتفاء باليوم العالمي للغة الصينية (يصادف 20 أبريل)، عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الإمارات والصين، وأكدت أهمية التوثيق السردي كوسيلة لحفظ ذاكرة الشعوب، وتعزيز التفاهم بين الثقافات.

. عزف حي للألحان الصينية التقليدية أضفى أجواء مميزة على الأمسية الثقافية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق