أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن تدشين القاطرتين الجديدتين "عزم 1" و"عزم 2"، واللتين تُعدان الأكبر من نوعهما في منطقة البحر الأحمر، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تحديث أسطول الهيئة البحري، ورفع كفاءته التشغيلية.

جاء ذلك خلال كلمته في حفل تدشين باكورة إنتاج ترسانة جنوب البحر الأحمر، التي أنتجت القاطرتين ضمن خطة موسعة لتحديث المعدات البحرية ورفع كفاءة الأداء في الموانئ والمجرى الملاحي لقناة السويس.

ترسانة الجنوب تدخل الخدمة بإنتاج نوعي

حفل التدشين لم يكن مجرد إعلان عن قاطرتين جديدتين، بل شهد إعلان دخول ترسانة الجنوب فعليًا في مسار الإنتاج النوعي، ما يعزز من قدرات الهيئة على تصنيع معداتها البحرية محليًا، ويقلل من الاعتماد على الواردات.

القاطرتان الجديدتان مزودتان بأحدث تقنيات الدفع والمناورة، ما يجعلهما عنصرًا أساسيًا في دعم عمليات الإرشاد البحري والإنقاذ داخل القناة والموانئ المصرية.

خطة طموحة لتطوير الصناعات البحرية

وخلال الحفل، كشف رئيس الهيئة عن استمرار الأعمال في إنشاء مصنع اليخوت السياحية، وهو أحد المشروعات الرائدة التي تسعى الهيئة من خلالها إلى الدخول في صناعة جديدة واعدة تسهم في تنشيط السياحة البحرية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.

كما أكد الفريق ربيع على المضي قدمًا في تطوير مصنع بناء القاطرات، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في المعدات البحرية، وتوفير فرص عمل متخصصة في مجال الصناعات الثقيلة.

خدمات بحرية جديدة.. وتحديات قائمة

ولفت ربيع إلى أن الهيئة تعمل على إضافة خدمات بحرية جديدة، تشمل التموين بالوقود وخدمات الإنقاذ، في إطار خطة متكاملة لتوسيع أنشطتها وتحويل قناة السويس إلى مركز لوجستي عالمي متكامل الخدمات.

ورغم هذه التطورات الإيجابية، أشار إلى أن أزمة البحر الأحمر خلال عام 2024 كان لها تأثير على حركة الملاحة، لكنها لم توقف خطط التطوير بل دفعت إلى الإسراع بتنفيذها لمواجهة المتغيرات الجيوسياسية والتجارية.

أبوريدة يشيد بدور الهيئة في دعم الرياضة

وعلى هامش الفعاليات، وجه المهندس هاني أبوريدة، عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الشكر إلى رئيس الهيئة على دعمه لبطولة أفريقيا تحت 20 عامًا، التي احتضنتها مصر مؤخرًا، معتبرًا أن هذا الدعم يعكس دور الهيئة المجتمعي والوطني، إلى جانب دورها الاقتصادي والاستراتيجي.

نقلة استراتيجية نحو المستقبل

تأتي هذه الخطوات ضمن رؤية شاملة تعتمدها هيئة قناة السويس لتعزيز مكانتها على خريطة النقل البحري العالمي، من خلال التوسع في الصناعات البحرية، وتطوير بنيتها التحتية، ومواكبة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا البحرية.

هذه المبادرات تؤكد أن قناة السويس لا تكتفي بكونها ممرًا مائيًا عالميًا فحسب، بل تسعى لتكون مركزًا متكاملًا لصناعة النقل البحري والخدمات اللوجستية في المنطقة.