في واحدة من أكثر قصص النجاح حداثةً وطموحًا، تحوّلت السعودية خلال فترة قصيرة إلى قوة صاعدة في مجال الرياضات الإلكترونية، بفضل الدعم غير المسبوق من الدولة، واستراتيجيات استثمارية ذكية ترى في هذه الرياضات صناعة واعدة واقتصادًا مستقبليًا.
يشير التقرير السنوي لرؤية 2030 إلى أن السعودية أطلقت الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، مستهدفة تحويل السعودية إلى مركز عالمي لهذا القطاع، وخلق أكثر من 39,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030.
الإنجاز الأبرز جاء في عام 2024، حين فازت السعودية بلقب النسخة الأولى من كأس العالم للألعاب الإلكترونية في لعبتي «فيفا» و«Rocket League»، بعد استضافة الحدث وتنظيمه باحترافية شهد بها المجتمع الدولي بمشاركة 500 نادٍ من نخبة الأندية العالمية وأكثر من 1500 لاعب محترف من أنحاء العالم لعبوا في 22 بطولة مختلفة من الألعاب.
كما تم تأسيس اتحادات وطنية، وتنظيم بطولات محلية بمشاركة عشرات الآلاف، وتوقيع شراكات مع شركات عالمية لتطوير البنية التحتية الرقمية، وصناعة محتوى الألعاب، وتدريب اللاعبين والفرق.
وبالتوازي، تم إدراج مسارات الرياضات الإلكترونية ضمن البرامج الجامعية والتدريبية، مما عزز من الوعي المجتمعي، وجعل من هذا المجال منصة حقيقية للشباب للتميّز على المستوى الإقليمي والعالمي.
الرياضات الإلكترونية السعودية اليوم لا تمثل فقط فوزًا في منافسة، بل تعكس نموذجًا لاقتصاد رقمي متسارع، وشغف مجتمعي يُترجم إلى فرص، وعلامة على أن السعودية لا تلاحق المستقبل، بل تصنعه.
0 تعليق