في أحدث تطور للصراع المستمر منذ أكثر من عامين، تفاقمت حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تواصلت الاشتباكات في عدد من جبهات القتال، خاصة في إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم وجنوب كردفان.

وفي شمال دارفور، أكدت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو السوداني في مدينة الفاشر، ما أسفر – بحسب بيانها – عن مقتل 9 عسكريين، بينهم ضابط برتبة عقيد. المدينة تشهد معارك عنيفة منذ شهور، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق توتراً في البلاد.

أم درمان: قتال محتدم وسقوط مدنيين

في العاصمة الخرطوم، وتحديدًا في مدينة أم درمان، تواصلت الاشتباكات العنيفة خلال الأيام الماضية، تخللتها عمليات قصف مدفعي عنيف بين الطرفين. وتركّز القتال بشكل خاص في منطقة "سوق ليبيا" شمال غرب المدينة.

تقارير محلية أفادت بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين نتيجة القصف المتبادل، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين باستخدام الأحياء السكنية كدروع بشرية.
 

وبعد عامين على اندلاع الحرب في أبريل 2023، تراجعت قوات الدعم السريع مؤخرًا إلى جنوب غرب الخرطوم، لكنها استعادت زمام المبادرة مؤخرًا من خلال هجمات جديدة تستهدف الطريق الاستراتيجي الرابط بين أم درمان والولايات الغربية.

كردفان.. الدعم السريع يوسع نفوذه

في جنوب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة خور الدليب، بعد صدّ هجوم شنّه الجيش السوداني هناك. وتُعد المنطقة إحدى آخر نقاط سيطرة الجيش في الولاية، التي تسيطر معظم مناطقها حركة الحركة الشعبية/شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.

ويُشار إلى أن الحركة دخلت مؤخرًا في تحالف سياسي وعسكري مع قوات الدعم السريع، مما يُنذر بتغيير كبير في موازين القوى جنوب البلاد.

الولاية الشمالية: توتر وتحشيد وتحالفات على المحك

وفي الولاية الشمالية، نفت السلطات المحلية أنباءً عن انسحاب قوات تابعة لـمني أركو مناوي، الحليف البارز للجيش، وسط تقارير عن خلافات داخلية تهدد تماسك التحالف بين مناوي والجيش.

في المقابل، أعلن عبدالرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، بدء تحشيد ما سماه "مليون مقاتل" لدعم قواته في مختلف الجبهات، مشددًا على عزمه توسيع العمليات شمال البلاد.

نحو تصعيد مفتوح بلا أفق سياسي

الصراع المتصاعد في السودان يفتقر لأي بوادر تهدئة حقيقية، حيث تسعى كل من قوات الدعم السريع والجيش إلى فرض سيطرة ميدانية على أكبر قدر ممكن من الأرض، فيما يدفع المدنيون في مختلف الولايات الثمن الأكبر من الأرواح والمعاناة، في ظل غياب حل سياسي شامل يلوح في الأفق.