في تطور خطير يهز الأوساط الأمنية الأمريكية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث قام بتسريب معلومات عسكرية حساسة تتعلق بالغارات الأمريكية على اليمن عبر تطبيق سيجنال المشفر، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة داخل الأوساط العسكرية والسياسية.

تسريب عبر سيجنال قبل تثبيت المنصب

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فإن وزير الدفاع الأمريكي أفشى هذه المعلومات قبل أن يتم تثبيته رسميًا في منصب وزير الدفاع، حيث استخدم هاتفه الشخصي لمشاركة التفاصيل داخل مجموعة دردشة خاصة على سيجنال، في توقيت تزامن مع تسريبات مشابهة نشرتها مجلة أتلانتك حول العمليات العسكرية في اليمن.

مصادر من داخل الإدارة الأمريكية وصفت تصرف وزير الدفاع الأمريكي بأنه متهور وخطير، خاصة وأنه أتى من شخص يُفترض أن يكون رأس المؤسسة العسكرية، المكلف بالحفاظ على سرية وخصوصية المعلومات الدفاعية.

البنتاجون تحت الضغط.. وتحقيقات مرتقبة

تسريب المعلومات من قبل وزير الدفاع الأمريكي يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تستمر الولايات المتحدة بشن غارات جوية تستهدف مواقع يشتبه في ارتباطها بجماعة الحوثي في اليمن، وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام.

مسؤولون عسكريون وحكوميون قالوا للصحيفة إن ما قام به وزير الدفاع الأمريكي قد يعرّض القوات الأمريكية للخطر، وقد يُستخدم ذريعة من قبل خصوم واشنطن لتشويه العمليات الأمريكية في الخارج.

من المتوقع أن يتم فتح تحقيق رسمي داخلي في البنتاجون، وسط دعوات لعرض وزير الدفاع الأمريكي أمام لجنة الرقابة في الكونجرس لتفسير تصرفه غير المسؤول.

ترامب يعيد خلط الأوراق.. والصين ترفض التواصل

وفي سياق آخر متصل بالتصعيد الدولي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن رغبته في أن يتصل به الرئيس الصيني شي جين بينج، وسط تصاعد التوترات التجارية والسياسية بين البلدين.

كما اقترح بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب أن يتم فتح خط تواصل مباشر بين وزير الخارجية الصيني ونظيره الأمريكي الحالي، إلا أن بكين رفضت حتى الآن التعامل مع هذه المقترحات، ما يعكس استمرار الفتور الحاد في العلاقات بين واشنطن وبكين.

أزمة متعددة الأوجه.. وقلق من تداعيات أوسع

الفضيحة التي أثيرت حول وزير الدفاع الأمريكي، إلى جانب التحركات الغامضة من إدارة ترامب، تسلط الضوء على حالة من التخبط والقلق داخل الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل احتدام الملفات الدولية من اليمن إلى الصين.

الأسئلة الآن تتزايد حول مدى التزام الإدارة الأمريكية بحماية أسرارها العسكرية، ومدى جدية مؤسساتها في ضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي قد تُضعف الموقف الأمريكي عالميًا.