لي جونج هيو.. بطل يصنع التاريخ ويثير الجدل

0 تعليق ارسل طباعة

في عالم كرة القدم الكورية الجنوبية، يبرز اسم لي جونج هيو، مدرب فريق جوانجو الأول لكرة القدم، رمزًا للنجاح والإثارة، وبطلًا لا يعرف الخوف، يمزج بين الوفاء العميق لجذوره والصدامات الحادة مع خصومه.
قصته ليست مجرد مسيرة رياضية، بل رواية درامية تجمع بين الطموح، والإصابات، والانتصارات، والتصريحات النارية التي جعلته حديث الجماهير والإعلام على حد سواء، قبل مواجهة الهلال، الجمعة، في دور الثمانية من دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة.
بدأ لي جونج هيو مشواره مدافعًا صلبًا في صفوف بوسان بارك، الفريق الذي لم يفارقه طوال مسيرته لاعبًا.
على مدار عشرة أعوام، كان العمود الفقري لدفاع الفريق، يقود زملاءه إلى تحقيق كأس كوريا الجنوبية مرة، وكأس الدوري مرتين، إلى جانب وصافة الدوري مرة أخرى. وفاؤه لناديه جعله رمزًا للإخلاص، إذ لم يرتدِ قميص أي فريق آخر حتى اعتزاله.
في عام 2009، أنهت إصابة قاسية في القدم مسيرته المبكرة، ليضطر لي جونج هيو لتوديع الملاعب وهو في قمة عطائه، لم تكن هذه نهاية القصة، بل بداية فصل جديد.
لم يستسلم لي جونج هيو للإصابة، بمجرد اعتزاله، حصل على رخصة التدريب وبدأ مشواره مدربًا في جامعة أجو، حيث قاد فرق الشباب لتحقيق عدة بطولات محلية، وسرعان ما انتقل إلى عالم التدريب الاحترافي، فعمل مساعد مدرب لفرق مثل دراجونز وسيونجنام، واكتسب خبرة ثرية تحت إشراف المدرب المخضرم كي إل نام.
في ديسمبر 2021، جاءت الفرصة الذهبية، عاد لي جونج هيو إلى نادي جوانجو إف سي، لكن هذه المرة مدربًا.
كان الفريق قد هبط للدرجة الثانية، وكانت المهمة شبه مستحيلة بإعادة النادي المتواضع إلى مصاف الكبار.
وتحت قيادة لي جونج هيو، تحول جوانجو من فريق منسي إلى قوة لا يستهان بها، في موسم 2022، قاد الفريق لصدارة دوري الدرجة الثانية، ليعود جوانجو إلى الدوري الممتاز في العام التالي.
لم يكتفِ بذلك، بل وضع بصمته في موسم 2023 بحصول الفريق على المركز الثالث في الدوري، وهو إنجاز غير مسبوق للنادي المتواضع.
الخطوة الأهم كانت تأهل جوانجو لدوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه.
في 2024، واصل لي جونج هيو كتابة التاريخ بقيادة الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد فوز مثير على فيسيل كوبي الياباني بنتيجة 3-2 في مجموع مباراتي دور الـ16.
لي جونج هيو ليس مجرد مدرب تقليدي، أسلوبه الهجومي المستوحى من عمالقة مثل بيب جوارديولا، ويوليان ناجلسمان، وميكيل أرتيتا، جعل جوانجو فريقًا ممتعًا.
يعتمد على البناء من الخلف، الضغط العالي، ومشاركة الحارس في التمرير، مستلهمًا أفكاره من أندية مثل مانشستر سيتي وأرسنال. في إحدى مقابلاته، صرّح: «أتعلم من تكتيكات برايتون وأرسنال، وأطمح لتقديم كرة قدم شجاعة».
لكن لي جونج هيو ليس محبوبًا من الجميع، تصريحاته اللاذعة وطباعه الحادة جعلته في مرمى الانتقادات.
بعد خسارة جوانجو أمام سيول في 2023، هاجم أسلوب الخصم قائلاً: «أكثر ما يُزعجني خسارتنا أمام فريق يلعب بهذه الطريقة».
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، ففي سبتمبر من العام نفسه، أثار جدلاً واسعًا عندما استهدف دان بيترسكو، مدرب تشونبوك هيونداي، بسؤاله عن راتبه السنوي، وهو موضوع حساس في الثقافة الكورية.
لم يقتصر الأمر على المدربين، ففي مايو 2024، ردّ لي جونج هيو بغضب على صحافي سأله عن تعادل مفاجئ لفريقه، واصفًا إياه بـ«مراسل مجهول الهوية»، واضطر مسؤول في جوانجو للاعتذار علنًا نيابة عنه، مؤكدًا أن مثل هذه الواقعة لن تتكرر.
لي جونج هيو ليس مجرد مدرب، بل ظاهرة في كرة القدم الكورية، يراهن على الكرة الهجومية، يصنع المعجزات مع فرق متواضعة، ويثير الجدل أينما ذهب.
بين إنجازاته التاريخية وتصريحاته النارية، يبقى لي جونج هيو رجلًا لا يمكن تجاهله، سواء في الملاعب أو خارجها.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق